طريق النجاح في دراستك الجامعية : تجربة طالب

إن أول ما يلاحظه الطالب الجديد بعد التحاقه بالجامعة ، هو تغير مجموعة من الأمور التي اعتادها أثناء دراسته بالثانوية ، وهذا ما يجعله يشعر بصعوبة في التأقلم  مع أجواء ونظام الدراسة بالجامعة المغربية ، مما يتسبب لدى البعض منهم في نفور سريع يقودهم فيما بعد إلى تكوين أفكار سلبية عن الجامعة أو تدفعهم للقيام ببعض التصرفات السلبية التي تؤثر على مسارهم الدراسي في المستقبل ،فتكون سببا في حصولهم على نتائج ضعيفة غير مرضية بالامتحانات في أول سنة لهم في الجامعة .

وعند حصول الطلبة على نقاط ضعيفة بالامتحانات، يصدم أغلبهم من تلك النقاط، وغالبا ما يصفونها ” بالنتائج الكارثية” ، هذه النتائج تكون سببا في اهتزاز معنوياتهم العالية المكتسبة من خلال نشوتهم  بحصولهم على شهادة الباكالوريا ، لينطفئ حماس الطالب الجديد الملتحق بالجامعة  شيئا فشيئا ، مما يتولد لديهم أفكار سلبية تجعلهم يعتقدون أن الجامعة فعلا ” ما فيها القراية ” و” فيها غير تفلية “ .

ليمر الفصل الأول بنتائج مخيبة ، ليقول الطالب ” صافي الدورة الثانية غدي نجمع راسي “ ، بعد الأخطاء  التي إرتكبها بالدورة الأولى ، فتأتي الدورة الثانية أو ما يسمى بالفصل الثاني من السنة الجامعية ، فيبدأها الطالب عازما على تصحيح المسار و العودة لسكة الصحيحة وذلك بالاجتهاد طبعاً .

هنا قد ينجح الطالب في تصحيح مساره و يستكمل ما تبقى من الدورات و السنوات، ومنهم من يستسلم مبكراً فيغادر وينسحب من الجامعة بشكل متسرع ليعود بعد سنوات ليدرك أنه ارتكب أكبر الأخطاء .. هكذا يهجر بعض الطلبة الكلية ، بعد الفشل الذي حصل لهم بأول دورة دراسية بالجامعة ، فينقطعون عن الحضور للكلية ، وفي الموسم الجامعي المقبل تراه من الطلبة الأولين الراغبين بالقيام بالسحب النهائي للباكالورية ، فيغادرون وفي نفسهم ندم شديد على التحاقهم بالجامعة .

بعد هذا التقديم المطول سأدخل في صلب الموضوع ، أريد أن أخبر زملائي الطلبة والطالبات  أن نجاحك في دراستك الجامعية مرتبطة بإنطلاقتك ، حيث أن أهم فترة ستقضيها بالجامعة ستكتشفها في السنة الأولى ، من خلالها سترسم مستقبلك الجامعي ، فالبداية لها دور أساسي  في نجاحتك القادمة ، فإذا كانت الانطلاقة جيدة  فالأكيد أن النهاية ستكون أفضل ، فمعنويا بمجرد ما ستنجح في السنة الأولى  ،  اعلم أنك ستستمر بشكل جيد ، أما من كانت إنطلاقتهم متعثرة غالبيتهم  يغادرون الجامعة أو يستمرون لكنهم  لا يحصلون على شهادة الإجازة في  3 سنوات ، غالبيتهم يقضون أكثر من 3 سنوات للحصول على شهادة الإجازة ، وهذا ما لا أريده  أن يحصل لإخوني الطلبة الجدد  .

لهذا أخي الطالب أختي الطالبة أدعوكم للصبر والإجتهاد من البداية للحصول على نتائج جيدة ، وأصيكم  بالدورة الأولى ، لأنها أهم دورة بالسنوات التي ستقضيها في الجامعة ، و لأنها الأساس الذي ستبني عليه مستقبلك الدراسي ، ستلاحظون أنني أركز كثيراً على هذه الدورة ، وهذا فقط من أجل أمر واحد وهو لكي  تكون بدايتك جيدة وتكون حافزا و دفعة معنوية  للاستمرار في اجتهادكم والتزامكم بالبحث العلمي والعطاء أكثر من أجل التحصل على نقاط جيدة و  النجاح والتوفيق في باقي الدورات المقبلة .

أخي الطالب أختي الطالبة مرحباً بكم في كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية  التابعة جامعة إبن زهر ، زملائي أنتم الآن طلبة باحثين ، فأنت لم تعد تلميذاً قلها بكل فخر أنا طالب باحث ، أتعلم ما معنى هذا ؟ فأنت لم تعد تلميذا تنتظر أن يمنحك أستاذك التمارين لتعدها بمنزلك او بالفصل أو تنتظر أن يوضح لك الأستاذ كل شيء ، الآن يجب أن تطلب المعرفة فلا تنتظر أن يقوم الأستاذ بالجامعة بشرح كل شيء .
لأنه لن يفعل ذلك فدور الأستاذ في الجامعة التأطير وتكوين الطلبة ، فيمنحك الخطوط العريضة للمحاضرات ، وأنت عليك أن تبحث عن تفاصيل المحاضرات والتعمق فيها ، لهذا عليك ان تتعلم كيف تبحث .

وستجد بالكلية مجموعة من المراجع العلمية التي تهم شعبتي العلوم القانونية و العلوم الاقتصادية ،  فحاول الرجوع إليها لتطالعها و الأكيد أنها ستفيدك . وحاول إقتناء مراجع أخرى أو مقررات الأساتذة للسنة الماضية بالمكتابات لتستئنس بها .

لائحة المراجع في شعبة القانون العربي 

لائحة المراجع في شعبة الاقتصاد والتدبير

إذن أخي الطالب أختي الطالبة عليك مباشرة بعد الإعلان عن تاريخ انطلاق الدراسة ، أن تلتحق بالجامعة لتلقي أولى المحاضرات لهذا لا تسمح لنفسك أن تقول : راه بقي مغدي يبداو  ، أو غير بشوية عليا مزال الحال ، فالمحاضرة الأولى كيعرف الأستاذ غير برسوا وصافي معندي مندير تماك أو  حتى يدوز لعيد ونمشي ولا بلاتي حتى ترشق ليا العام طويل بشوية عليا فين زربان ..  ، وغيرها من العبارات التي تتبادر إلى ذهن بعض الطلبة الجدد ، لذلك أنصحكم بعدم التهور، والتعقل لأنك إن تركت هذه العبارات تسيطر عليك فأعلم أنك أصبحت في مهب الريح وستبدأ بدايتا متعثرة  ..

لهذا حاول أن تجد مسكنا هادئا على مقربة من الكلية ، أو مكان تتوفر به وسائل المواصلات ، وعليك أن تحسن اختيار رفيقك في غرفتك سواء بالحي الجامعي او بغرفة قد تكتريها مع أحدهم ،وستجدون مواضيع أخرى سبق لي نشرها وقد تناولت فيها هذا الموضوع لذلك لن أطيل في هذه الناحية .

سأضعكم في الصورة إخواني الطلبة الجدد : تذكروا جيداً الصورة أسفله لأنكم ستكتشفها بأنفسكم .
أجواء أول يوم لك بكلية الحقوق والاقتصاد أكادير ، إنها أول محاضرة ستستمع لها بالمدرج الجامعي ، وأنت طالب جديد تدخل للمدرج لتفاجئ بـ  :

ما هذا الكم الهائل من الطلاب أيييي ، إنهم مثلك طلبة جدد هل تريد أن تسبقهم بخطوة ؟
إذن لا تتفاجئ ، و في المحاضرة القادمة أحضر باكرا ، واجلس في إحدى المقاعد في المقدمة، وإياك والغياب ، فإن اعتدت على غياب فأعلم أنك ستتحول إلى طالب فارغ من الناحية العلمية .

أمور عليك أن تعرفها الآن قبل أن تكتشفها ؟؟
بعد مرور أسبوعين أو ثلاثة أسابيع قد تجد انك لحد الساعة لم تفهم شيئا مما يقوله الأستاذ بالمحاضرات التي تستمع لها و تحضرها يوميا أو من حين لأخر ؟
ناري شهر هذي وحنا كندخلوا كنسمعوا ومزال مفهمت أش كنقراو،  هذا أمر طبيعي وجميع الطلبة السابقين عانوا نفس الأمر في بادئ الأمر ، في بعض الأحيان قد تجد نفسك لا تعرف حتى أي المواد تدرس ، وعن أي شيء يتكلم هذا الأستاذ ، وذلك لكونك قد تغيبت إحدى الحصص ، لكن عليك بالرغم من ذلك أن تتشبث بكرسيك وتستمر بالتزام حضور المحاضرات ، ففي الجامعة لن يجبرك أحد على أن تستمر بالجلوس لتستمع للمحاضرة ، فلك كامل الحرية في أن تنسحب من المحاضرة في الوقـت الذي تشاء .

أخي الطالب (ة) أعلم أن طموحك و رغبتك لطلب العلم هي فقط من ستشجعك على أن تستمر وتكمل انتباهك و استماعك لمحاضراتك و بكل فرح ، فحاول أخي الطالب (ة) قدر المستطاع أن تركز على ما يقوله الأستاذ ، و لا تنس أن تدون أهم الأفكار التي تناولها أستاذك بالمحاضرة .

ويجب أن تعلم ليس هناك مقرر موحد في جميع الكليات ، فمسألة الدفاتر و المقررات الموحدة التي اعتدتم عليها في الثانوية غير موجودة في الجامعة ، محاور الدروس مختلف من  أستاذ لأخر بالكلية ، وكل أستاذ له كتابه أو مطبوعه ، لن يقدمه لك إلا في آخر الدورة الدراسية قبل اجتياز الامتحانات بحوالي شهر او شهر ونصف في أكثر الأحوال .

لهذا فالجامعة لن تحتاج لأكثر من دفتر وقلم لتسجل فيه بعض الأفكار المهمة التي يلقيها أستاذك ، أما المواد التي ستدرسونها فهي موحدة في جميع الكليات ولدى كافة الأساتذة ، لكن مضمونها ومحاورها قد تختلف من أستاذ لأخر .. لهذا عليك أخي الطالب أن تلتزم بالدخول لمحاضرات أساتذتك فقط ، ولا تتغيب عن إحدى حصصهم وتحاول تعويضها لدى أستاذ اخر فهذا لن يفيدك في الامتحانات ، لكن إن كان لك وقت واظب حضورك لمحاضرات أساتذتك ، وبالمقابل إن كان لك وقت فارغ حاول استغلاله بالحضور لبعض الحصص الأخرى لدى أساتذة آخرين قصد الاستفادة أكثر ولتغني رصيدك المعرفي .

فما يقوله أستاذك بالمحاضرات لن تجد إلا القليل منه في ‘ كتابه ‘ أو ما يسمى بمطبوعه ، أو أنك ستجد معلومات كثيرا بكتابه لكنك لن تستطيع استعابها إن لم تكن ممن يداومون الحضور ويسجلون أهم الأفكار ، لأنك  عند مراجعتك لإحدى المواد  من كتاب أستاذك ، ستجد أفكاراً كثيرة لن تستطيع فهمها ، لكن إن قمت بالرجوع لما دونته من توضيحات سبق وقدمها أستاذك بالمحاضرات ستتذكر مغزى تلك الأفكار ، ولن تجد صعوبة في مراجعة المادة ..

وفي بعض الأحيان قد لا تستعد جيداً للامتحانات، فتكتفي فقط بما استوعبته من المحاضرات، ويوم إجراء الامتحان بالرغم من عدم استعدادك جيدا وعدم حفظك للمادة ، ستتذكر ما كان يقوله أستاذك  بالمحاضرات ،  والأكيد أنك لن تجد صعوبة في الإجابة بتعبيرك الخاص ، لتجد يوم إعلان النتائج ، أنك قد حصلت على نقطة جيدة لم تتوقعها ، هنا يكمن سر الحضور للمحاضرات .
لكن هناك بعض الطلبة تنتابهم بعض الأفكار التي توهمهم بأنهم لا يحتاجون لتدوين ما يلقيه أساتذتهم ، مبرر أن الأستاذ “ غدي يحط لينا البوليكوب فشي مكتبة ونشريه ونحفظوا ، بلا منصدع راسي بالكتبة نكتفي غير بالسمع “ .

فلا تكتفي بالجلوس والسمع فقط ، اخرج قلمك ودون مافهمته من كلام أستاذك وما لم تفهم من كلامه ، وعند إنهائه لفكرته إن كان لك في كلامه غموض ، أرفع يدك و أطرح سؤالك عليه دون خجل ، فالكثير من الطلبة الجدد يخجلون من التعبير عن أفكارهم أو طرح أسئلتهم في مدرج يحتوي المئات من الطلبة ، والكل ينظر إليه أثناء طرحه لسؤاله ، فالإجابي  في الأمر انك تزيد ثقتك بنفسك ، وتنمي قدراتك على النقاش وكذا تحسين قدراتك في التواصل أمام المئات من المستمعين ،  فالأستاذ لن يعارض طرحك لأي سؤال ، بل سيسعد بذلك لأنك ستفتح له الباب لتوضيح أكثر وفتح نقاش حول الفكرة الغير مفهومة ، وهكذا  تجعل أستاذك يحبث أكثر ويقدم لكم أفضل ما يملكه ..

و إن لم تستطع طرح سؤالك بشكل مباشر ، أنتظر انتهاء المحاضرة وتوجه إلى أستاذك لتقدم سؤالك إليه على إنفراد وسيوضح لك الأمر بعجالة ، أو أنتظر قدوم المحاضرة الموالية و أكتب سؤالك في ورقة وقدمها لأستاذك قبل انطلاق المحاضرة ، و أول ما سيقوم به هو الإجابة على أسئلتك قبل التطرق لتتمة المحاضرة وباقي محاور الدرس ، إذن إلا مفهمتيش شي حاجة من المحاضرة سول الأستاذ ديالك ، راه هذيك هي خدمتوا وكيتخلص عليها ، وخصك تشحفو بالأسئلة حتى تفهم ، وحتى الأستاذ كيولي كيجتهد وكيستعد  مزيان قبل ميجي للمحاضرة باش ميتحرج من شي سؤال طرحوا عليه شي طالب و هكذا الأستـاذ أيضا لا يتكاسل .
فالطلبة هم السبب في تكاسل بعض الأساتذة ، بحيث الطلبة يكتفون بالسكوت والاستماع ،  حتى المحاضرة تصبح مملة والأستاذ يهلل لمدة ساعتين دون انقطاع ، وبالتالي المحاضرة تصبح فارغة عندما يغيب عنها النقاش ، لهذا إخواني
زملائي الطلبة تعلموا فن النقاش مع أساتذتكم في الجامعة ، تكلم كما تحب ، فلن يقمعك أستاذك ويطلب منك السكوت، كما هو معتاد بالثانوية، إلا عندك فاش تهضر في صلب الموضوع غير تكلم والوقت كله لك.

وهناك طلبة آخرين يقولون في أنفسهم ” وداك الأستاذ مريض كيجيليا النعاس بلا مندخل عندوا، حتال من بعد ونشوف شي بنت كتجلس في القدام كتكتب ونأخد الدفتر ونقل أش كتبات “ ، ولا حتال TD  ونفهم كلشي ، لا يا أخي إن قمت بذلك فتيقن أنك أنت الخاسر ولن يفيدك لا دفتر الفتاة ولا حضورك TD فقط ، حيت فالدرس كاين شي حوايج لي كيركز عليهم الاستاذ كثر من الأخرين، وهذشي مغديش تلقاه في الدرس ، ولكن غدي تحس بيه من خلال حضورك المستمر للمحاضرات ، وعليه ممكن تعرف شنوا ممكن يتحط في الامتحان حيت الاستاذ ديال الدرس هو لكيحط الامتحان مشي ديال TD .
TP و TD حتى هما مهمين جدا حيت كيعونوك باش تفهم وكيعطويك فكرة علي الامتحان و علي  التمارين .
ويجب على الطالب أن يعرف أن المستوى التعليمي بالجامعة مختلف كل الاختلاف عن الثانوي، أما الطلبة من يفتخرون بحصولهم على الباكالوريا في الإقتصاد بميزة او حصلت في مادة الرياضيات 18 ، تلك النقط كلها لن تنفعك لأن ما ستدرسه بالجامعة ليس نفسه ما كنت تدرسه هناك ، المستوى الآن أعلى بكثير عن ما عهدته بالثانوي .. فلا تفتخر بتلك النقاط ، و استمر  في اجتهادك لأن تهاونك سيصدمكم بعد الإمتحانات ، لأنك ستتعرف على مستواك يوم الإعلان عن نتائج الامتحانات ، وأنصحك أن تأخد الامور بجدية أثناء دراستك بالجامعة .

حررت المقالة  في : 09-29-2012
منتديات كلية الحقوق والاقتصاد بأكادير
بقلم أخوكم : محمد أشفيع