الجامعة و العنف والعسكرة
الجامعة في مفهومها المجازيّ كلمة مُرادفة للقداسة ,لهذا يتم وصفُها بالحرم وهيّ أَيضا كلمة مُرادفة بصورة ثابتة للحرية والحُرية ها هُنا,حُرية إعتناق المبدأ و حُرية التعبير عن الرأَي بالطُرق الحضارية التي لا تُلغي الأخر بل تخلقُ و إياه جواً خصبا للحوار الجاد الذي ينبني على فكرة تقول بأَن الأَخر جُزءٌ من الحقيقة وأَن لا فصيل ولا أَديولوجيا ولا توجه يملك الحقيقة كاملة ، وهُنا بالذات المُعضلة التي تواجهنا جميعا كطلبة و أَكادميين و أَسقط الأَمر كذالك على السياسين … حيث كُل فريق يحتكر الحقيقة و الوعي ملغيا بذالك الأَخر المُختلف و إياه و يُمارس هذا الإلغاء بأَشد الطُرق بدائية وأَشدها حقارة أَلا وهو العُنف.
والعنف كأَي فعل أَخر يخلقُ رد فعل و غالبا ما يكون رد فعل أَشد قوة و همجية وبهذا ندخل في دوامة من العنف الـلامتناهية حيثُ تأَخذ اللكمة مكان الكلمة و يصيرُ الموت أَحد أَشد الأُمور روتينيةً في الجامعة.
عندما تُمارسُ العُنف على المختلفين و إياك فإنك قبل أَن تؤذيهم , فأَنت تخسر نفسك , تخسر إنسانيتك , الأَديولوجيا يا صديقي لا تعوض الإنسانية للحظة كن شجاعا وواجه نفسك , وكُن نفسك ولا تدع أَحد يجعلُك وسيلة لتحقيق غايته المبهمة ، سنكون حمقى للحد الذي يجعلنا نهدم هذا المجتمع دونما وعي منا كلما إتخذنا العنف طريقا للحقيقةو إثباثا للذات ، ماذا عن النقاشات البنائة ألم تعد تنفع ؟ماذا عن المناظرات هل صارت مملة لهذا الحد ؟
دوما ما كان العُنف وسيلة الضُعفاء ممن لا حُجة لديهم , لا دليل لديهم , ولا قابلية للتعايش في جو تملئه الرغبة في المعرفة و التوصل لنقاط توافق مع المخالفين في الرأَي و الرأَي حق و التعبير عنه واجب علة كل ذي فكر أَو رؤية الجبن هو أَن توصل الفكرة أَو المعتقد بالعنف فهذا بحذ ذاته دليلٌ على ضعف معتقدك الغير قادر على الصمود أمام النقاش الواضح ، الجاد, البناء و المتواضع , و إذا تمعنا جيدا في الأَمر فها نحن جميعا نرى أَنه بهذا العنف الذي صار يثقل كاهل هذه الجامعة وكل الجامعات الأخرى كان المبرر المنتظر للسلطة و الحكومة أن تحتل الجامعات فتصير الجامعة لا تختلف كثيرا عن ثكنة عسكرية أو قسم شرطة و تفقد أنت كطالب أَبسط حقوقك في التعبير عن ذاتك وعن مطالبك و عن حقوقك المشروعة و التي أُكتسبت بالكثير من النضال و التضحية من الذين كانوا قبلنا في هذه الجامعة و كل الجامعات الأُخرى ، فلنُفكر قليلا بصيغة الجمع , فلنُفكر كنحن لا كأَنا أَو كفصيل معين فالجامعة من منظور عميق هيَّ وطن يعيش فيه الكل بإنسجام و بتنافس فيه الجميع بنزاهة و ندية بل و بتنافس شرس هذا أَمر عادي بل و مححب و إيجابي و سيصب في مصلحة الجسم الطلابي على العموم لكن يبقى الأمر في حدود النقاش ، في حدود طرح الفكرة و تفنيدها و نقدها و الإيمان بها إن إقتنع المرء ، لذا فلنتوقف قليلاً لنرى الأَمر من كل الزوايا فلنؤمن بأَن الجامعة حرم فلنُقدسها و لنحترمها , ولأنك تحسب على الفئة الواعية الفئة المتمرسة في الدفاع عن حقوقها وحقوق المجتمع عامة لأَنك تُحسب في الفئة التي ستحمل أحلام الأن ..لأرض الغد إنبذ العُنف و ضع يدك في يد ذالك الواقف بجانبك لنقف وقفة رجل ضد عسكرة الجامعة و ضد العنف و ضد كُل من يبتغيه …
كُن شجاعا و ذكيا في الوقت ذاته فالشجاعة معاكسة تماما للتهور و المراهقة الفكرية أَثبت نفسك بتفوقك الدراسي ، بنضالك السلمي و بالنقاش الجاد البناء و كن مؤمنا أَن الحقيقة مُلكٌ تشاركيٌ وعام بيننا جميعا فإبحث عنها في نفسك وفي الأخر .
الجامعة و العنف والعسكرة
Reviewed by Unknown
on
5:33:00 ص
Rating:
ليست هناك تعليقات: