( القتل الرحيم ) القتل بدافع الشفقة : موقف القانون والفقه والدين
( القتل الرحيم ) القتل بدافع الشفقة : موقف القانون والفقه والدين

الاستاذ احمد قيلش
استاذ التعليم العالي بجامعة ابن زهر اكادير
استاذ التعليم العالي بجامعة ابن زهر اكادير
مقدمة
قد يطول المرض بالمريض ويزمن ويستعصي على كل الوسائل العلاجية وكثيرا مايقترن المرض في مثل هذه الاحوال بالالم والعذاب الذي لايعرف الحدود لدرجة لايقدر معها المريض تحمل المزيد من الالم حتى يصل الى مرحلة يتمنى الموت ليتخلص من هذا الشقاء وربما التمس ذلك من الطبيب واحيانا من شخص آخر وربما استجاب بدافع الرحمة لهذا الرجاء فارسل المريض الى غيبوبة رحيمة لايصحو منها الا على سؤال الملكين .
ان اليوثانية وهي كلمة مشتقة من الكلمة اللاتينية والتي تعني القتل بدافع الرحمة هي مجموع هذه الملابسات ةاعتبرت القوانين الدينية وارتكاب الطبيب لهذا الفعل جريمة وذنبا لايغتفر في حين سمحت بعض القوانين والتشريعات خصوصا في الدول الغربية واروبا للاطباء بانهاء حياة مرضاهم بالموت الرحيم ….
قد يطول المرض بالمريض ويزمن ويستعصي على كل الوسائل العلاجية وكثيرا مايقترن المرض في مثل هذه الاحوال بالالم والعذاب الذي لايعرف الحدود لدرجة لايقدر معها المريض تحمل المزيد من الالم حتى يصل الى مرحلة يتمنى الموت ليتخلص من هذا الشقاء وربما التمس ذلك من الطبيب واحيانا من شخص آخر وربما استجاب بدافع الرحمة لهذا الرجاء فارسل المريض الى غيبوبة رحيمة لايصحو منها الا على سؤال الملكين .
ان اليوثانية وهي كلمة مشتقة من الكلمة اللاتينية والتي تعني القتل بدافع الرحمة هي مجموع هذه الملابسات ةاعتبرت القوانين الدينية وارتكاب الطبيب لهذا الفعل جريمة وذنبا لايغتفر في حين سمحت بعض القوانين والتشريعات خصوصا في الدول الغربية واروبا للاطباء بانهاء حياة مرضاهم بالموت الرحيم ….
المطلب الاول : ماهية اليوثانية
قبل الخوض في موضوع لابد من اعطاء صورة واضحة للظاهرة من خلال اعطاء تعريف لغوي واصطلاحي لليوثانية ثم جرد لانواعها وصور تطبيقها ثن النبش في جذورها.
المبحث الاول :تعريف اليوثانية
كلمة اغريقية الاصل وتتالف من مقطعين (Euthansia) كلمة السابقة وتعني الحسن او الطيب او الرحيم او الميسر .
واللاحقة وتعني الموت او القتل .
وعليه فان كلمة الاوتانازيا تعني لغويا الموت او القتل الرحيم او الموت الحسن او الموت الميسر .-
اما في التعبير العلمي المعاصر فتعني كلمة الاوتانازيا هي تسهيل موت الشخص المريض الميئوس من شفائه بناء على طلب ملح منه مقدم للطبيب المعالج .
اتفقت اكثر التشريعات الوضعية والقانونية على تعريف لهذ النوع الحديث من الجرائم على ” انه فعل او ممارسة القتل او السماح بموت المرضى او الاشخاص المصابين المفقود الامل من شفائهم وذلك بطريقة غير مؤلمة بدواع من الشفقة والرحمة ” .
قبل الخوض في موضوع لابد من اعطاء صورة واضحة للظاهرة من خلال اعطاء تعريف لغوي واصطلاحي لليوثانية ثم جرد لانواعها وصور تطبيقها ثن النبش في جذورها.
المبحث الاول :تعريف اليوثانية
كلمة اغريقية الاصل وتتالف من مقطعين (Euthansia) كلمة السابقة وتعني الحسن او الطيب او الرحيم او الميسر .
واللاحقة وتعني الموت او القتل .
وعليه فان كلمة الاوتانازيا تعني لغويا الموت او القتل الرحيم او الموت الحسن او الموت الميسر .-
اما في التعبير العلمي المعاصر فتعني كلمة الاوتانازيا هي تسهيل موت الشخص المريض الميئوس من شفائه بناء على طلب ملح منه مقدم للطبيب المعالج .
اتفقت اكثر التشريعات الوضعية والقانونية على تعريف لهذ النوع الحديث من الجرائم على ” انه فعل او ممارسة القتل او السماح بموت المرضى او الاشخاص المصابين المفقود الامل من شفائهم وذلك بطريقة غير مؤلمة بدواع من الشفقة والرحمة ” .
المبحث الثاني : انواعها وصورها
لقتل الرحمة صور تطبيقية مختلفة هي :
1, القتل الفعال او القتل المباشر او المتعمد :
ويتم باعطاء المريض جرعة قاتلة من دواء كالمورفيل او الكورار او الباربيتوريات او غيرها من مشتقات السيانيد بنية القتل .
وهو على ثلاث حالات :
الحالة الاولى : الحالة الاختيارية او الارادية , حيث تتم العملية بناءا على طلب ملح من المريض الراغب في الموت وهو في حالة الوعي او بناءا على وصية مكتوبة مسبقا .
الحالة الثانية : الحالة اللاارادية , وهي حالة المريض البالغ العاقل الذي فقد الوعي , حينئذ تتم العملية بتقدير الطبيب الذي يعتقد ان القتل في صالح المريض , او بناءا على قرار من ولي امر المريض او اقربائه الذين يرون ان القتل في صالح المريض .
الحالة التالثة : وهي حالة لاارادية يكون فيها المريض غير عاقل صبيا كان او معتوها ,وتتم بناءا على قرار من الطبيب المعالج .
2, المساعدة على الانتحار :
وفي هذه الحالة يقوم المريض بعملية القتل بنفسه بناء على توجيهات قدمت اليه من شخص آخر الذي يوفر له المعلومات او الوسائل التي تساعده على الموت .
3, القتل الغير المباشر :
ويتم باعطاء المريض جرعات من عقاقير مسكنة لتهدئة الآلام , وهو عمل يستحسنه القائمون على العلاج الطبي, الا ان الجرعات الكبيرة قد تؤدي الى احباط التنفس وتراجع عمل عضلة القلب فتفضي الى الموت الذي لم يكن مقصودا بذاته ولو انه متوقع مسبقا .
4, القتل غير الفعال او السلبي :
ويتم برفض او ايقاف العلاج اللازم للمحافظة على الحياة , ويلحق به رفع اجهزة التنفس الاصطناعي عن المريض الموجود في غرفة الانعاش والذي حكم بموت دماغه , ولا أمل ان يستعيد امله .
لقتل الرحمة صور تطبيقية مختلفة هي :
1, القتل الفعال او القتل المباشر او المتعمد :
ويتم باعطاء المريض جرعة قاتلة من دواء كالمورفيل او الكورار او الباربيتوريات او غيرها من مشتقات السيانيد بنية القتل .
وهو على ثلاث حالات :
الحالة الاولى : الحالة الاختيارية او الارادية , حيث تتم العملية بناءا على طلب ملح من المريض الراغب في الموت وهو في حالة الوعي او بناءا على وصية مكتوبة مسبقا .
الحالة الثانية : الحالة اللاارادية , وهي حالة المريض البالغ العاقل الذي فقد الوعي , حينئذ تتم العملية بتقدير الطبيب الذي يعتقد ان القتل في صالح المريض , او بناءا على قرار من ولي امر المريض او اقربائه الذين يرون ان القتل في صالح المريض .
الحالة التالثة : وهي حالة لاارادية يكون فيها المريض غير عاقل صبيا كان او معتوها ,وتتم بناءا على قرار من الطبيب المعالج .
2, المساعدة على الانتحار :
وفي هذه الحالة يقوم المريض بعملية القتل بنفسه بناء على توجيهات قدمت اليه من شخص آخر الذي يوفر له المعلومات او الوسائل التي تساعده على الموت .
3, القتل الغير المباشر :
ويتم باعطاء المريض جرعات من عقاقير مسكنة لتهدئة الآلام , وهو عمل يستحسنه القائمون على العلاج الطبي, الا ان الجرعات الكبيرة قد تؤدي الى احباط التنفس وتراجع عمل عضلة القلب فتفضي الى الموت الذي لم يكن مقصودا بذاته ولو انه متوقع مسبقا .
4, القتل غير الفعال او السلبي :
ويتم برفض او ايقاف العلاج اللازم للمحافظة على الحياة , ويلحق به رفع اجهزة التنفس الاصطناعي عن المريض الموجود في غرفة الانعاش والذي حكم بموت دماغه , ولا أمل ان يستعيد امله .
المبحث الثالث :الجذور التاريخية
ان اليوثانية عرفت بوادرها منذ غابر الازمنة ذلك انه في الحضارة اليونانية والحضارة الاغريقية القديمة حيث كان مسموحا بمساعدة المرضى وذوي الجراح الخطيرة على انهاء حياتهم وتحدث عنها افلاطون وسقراط وقد ذكر الرحالة اليوناني بيلتراك عن أنه في اسبارطة ” مقاطعة غرب اليونان ” كان عملية قتل المواليد الذين يولدون بتشوهات خلقية امرا معهودا .
ان فكرة القتل بدافع الشفقة ظهرت لاول مرة في عام 1906 في الولايات المتحدة الامريكية عندما قدمت مسودة اول مشروع قانون لتشريع القتل الرحيم الا انها لاقت معارضة شديدة فلم تنجح .
وفي سنة 1920 نشر كتاب في مدينة ليبزيك الالمانية تحت عنوان ( اطلاق ودمار الحياة المجردة من القيمة) للمؤلف المحامي كارل بيندينغ وطبيب النفس الفريد هوش وقد اعتقد مؤلفا هذا الكتاب انه كان هناك العديد من صور الحياة الغير طبيعية في المانيا , ونعني بالغير طبيعية – الغير السوية- تلك التي اعتبرها الكاتبان حياة غير مستحقة العيش . هكذا يعرضون مقترحات تبرر ضرورة محو صور هذه الحياة وذلك لنقاء العرق البشري . هذا التبرير قد رفع من قبل قادة الفكر يومها وانتشر خلال المهنة الطبية الألمانية . النازيون كيفوا هذا المعتقد, لتكوين البرنامج اليوثاني النازي , قتل خلاله عدد كبير من البشر الابرياء تضمن اكثر من 300.000 مريض عقليا , وجسديا اطفال وبالغون ومئات الالوف من المسنين , وكل هؤلاء الذي قد افترض عديم القديمة . بالاضافة كيف هتلر نظام هذا البرنامج لكي يتخلص من يهود اروبا, والغجر ,وأي شخص لايعتبرونه مفيد وتم تأسيس عدة جمعيات مساندة فكرة القتل الرحيم في العديد من دول العالم لكسب الرأي العام واصدار قوانين تسمح بعملية قتل الرحيم .
أسست في التلاثينات ” جمعية اليوثانيجيا الامريكية . وغيرت اسمها في منتصف السبعينات الى – ” جمعية حق الموت ”والآن غير بعضهم الاسم الى جمعية الشفقة والخيارات ,
“جمعية تشريع اليوثانيجيا الطوع ” قد شكلت في بريطانيا سنة 1935 , ولكن بسبب الاسم السيئ لليوثانيجيا خلال الحرب العالمية الثانية, الحركة ذهبت تحت الارض وبالتالي لتظهر تانية تحت اسماء , بشكل مشابه, ”كالمجلس التربوي لليوثانيجيا مايسمى القتل الرحيم ”.
وايضا في عام 1958 عندما نشرت السيدة لايل وي ريتنبر (كتابها المعروف ”موت رجل” تشرح فيه كيف قامت بمساعدة زوجها على الانتحار.
وفي عام 1975 ظهرت في هولندا حركة تدعى ”حركة القتل الرحيم ” فأنشأت صندوقا لمساعدة الراغبين في انهاء حياتهم وقد تلقت أول تأسيسها 25 طلبا للمساعدة .
كثر المجموعات الموالية لليوثانية ينتمون ”الى جمعية الاتحاد العلمي لحق الموت ” التي تدعي بأن لها اعضاء في اكثر من 18 بلد . في اجتماع لها سنة 1984 في مدينة هياجا كوهس الاسترالية لخص الاتحاد استعمال الاستراتيجية لكسب وقبول الرأي العام لليوثانية.
وبالعكس ظهرت منظمات عديدة عارضت فكرة القتل الرحيم بدواعي انسانية محضة الكمنظمة العالمية المناهضة للقتل الرحيم . ومنظمة ” لسنا موتى بعد ” .
ان اليوثانية عرفت بوادرها منذ غابر الازمنة ذلك انه في الحضارة اليونانية والحضارة الاغريقية القديمة حيث كان مسموحا بمساعدة المرضى وذوي الجراح الخطيرة على انهاء حياتهم وتحدث عنها افلاطون وسقراط وقد ذكر الرحالة اليوناني بيلتراك عن أنه في اسبارطة ” مقاطعة غرب اليونان ” كان عملية قتل المواليد الذين يولدون بتشوهات خلقية امرا معهودا .
ان فكرة القتل بدافع الشفقة ظهرت لاول مرة في عام 1906 في الولايات المتحدة الامريكية عندما قدمت مسودة اول مشروع قانون لتشريع القتل الرحيم الا انها لاقت معارضة شديدة فلم تنجح .
وفي سنة 1920 نشر كتاب في مدينة ليبزيك الالمانية تحت عنوان ( اطلاق ودمار الحياة المجردة من القيمة) للمؤلف المحامي كارل بيندينغ وطبيب النفس الفريد هوش وقد اعتقد مؤلفا هذا الكتاب انه كان هناك العديد من صور الحياة الغير طبيعية في المانيا , ونعني بالغير طبيعية – الغير السوية- تلك التي اعتبرها الكاتبان حياة غير مستحقة العيش . هكذا يعرضون مقترحات تبرر ضرورة محو صور هذه الحياة وذلك لنقاء العرق البشري . هذا التبرير قد رفع من قبل قادة الفكر يومها وانتشر خلال المهنة الطبية الألمانية . النازيون كيفوا هذا المعتقد, لتكوين البرنامج اليوثاني النازي , قتل خلاله عدد كبير من البشر الابرياء تضمن اكثر من 300.000 مريض عقليا , وجسديا اطفال وبالغون ومئات الالوف من المسنين , وكل هؤلاء الذي قد افترض عديم القديمة . بالاضافة كيف هتلر نظام هذا البرنامج لكي يتخلص من يهود اروبا, والغجر ,وأي شخص لايعتبرونه مفيد وتم تأسيس عدة جمعيات مساندة فكرة القتل الرحيم في العديد من دول العالم لكسب الرأي العام واصدار قوانين تسمح بعملية قتل الرحيم .
أسست في التلاثينات ” جمعية اليوثانيجيا الامريكية . وغيرت اسمها في منتصف السبعينات الى – ” جمعية حق الموت ”والآن غير بعضهم الاسم الى جمعية الشفقة والخيارات ,
“جمعية تشريع اليوثانيجيا الطوع ” قد شكلت في بريطانيا سنة 1935 , ولكن بسبب الاسم السيئ لليوثانيجيا خلال الحرب العالمية الثانية, الحركة ذهبت تحت الارض وبالتالي لتظهر تانية تحت اسماء , بشكل مشابه, ”كالمجلس التربوي لليوثانيجيا مايسمى القتل الرحيم ”.
وايضا في عام 1958 عندما نشرت السيدة لايل وي ريتنبر (كتابها المعروف ”موت رجل” تشرح فيه كيف قامت بمساعدة زوجها على الانتحار.
وفي عام 1975 ظهرت في هولندا حركة تدعى ”حركة القتل الرحيم ” فأنشأت صندوقا لمساعدة الراغبين في انهاء حياتهم وقد تلقت أول تأسيسها 25 طلبا للمساعدة .
كثر المجموعات الموالية لليوثانية ينتمون ”الى جمعية الاتحاد العلمي لحق الموت ” التي تدعي بأن لها اعضاء في اكثر من 18 بلد . في اجتماع لها سنة 1984 في مدينة هياجا كوهس الاسترالية لخص الاتحاد استعمال الاستراتيجية لكسب وقبول الرأي العام لليوثانية.
وبالعكس ظهرت منظمات عديدة عارضت فكرة القتل الرحيم بدواعي انسانية محضة الكمنظمة العالمية المناهضة للقتل الرحيم . ومنظمة ” لسنا موتى بعد ” .
المطلب الثاني :اليوثانية من وجهة النظر الدينية
اذا كان القتل بدافع الرحمة يعني انهاء حياة انسان او مساعدته على الانتحار فان الاديان كلها تحرم ذلك تحريما مطلقا وتعتبره جريمة قتل , لان الله هو الوحيد الذي يحيي ويميت .
اذا كان القتل بدافع الرحمة يعني انهاء حياة انسان او مساعدته على الانتحار فان الاديان كلها تحرم ذلك تحريما مطلقا وتعتبره جريمة قتل , لان الله هو الوحيد الذي يحيي ويميت .
المبحث الأول : اليوثانية في الديانات السماوية
رأي الديانات السماوية الثلاث كان واضحا في مسألة القتل الرحيم وهو التحريم المطلق باعتباره من اكبر المعصيات .
أ- اليوثانية في الاسلان
رأي الاسلام يتجلى واضحا في الكثير من الآيات القرآنية التي تدل على ان الموت هو من حق الله وحده واهب الحياة, فجاء تحريم القتل الرحمة الفعال المباشر والغير المباشر وتحريم الانتحار والمساعدة عليه , ذلك ان ان قتل المريض الميئوس من شفائه ليس قرارا متاحا من الناحية الشرعية للطبيب أو لأسرة المريض أو المريض نفسه.
فالمريض أيا كن مرضه وكيف كانت حالة مرضه لايجوز قتله لليأس من شفائه أو لمنع انتقال مرضه الى غيره , ومن يقوم بذلك يكون قاتلا عمدا , والنص القرآني قاطع في الدلالة على ان قتل النفس محرم قطعا لقوله لتعالى : << ولاتقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق >> الانعام : 151 وقوله تعالى : << ولاتقتلوا أنفسكم ان الله كان بكم رحيما >>.
وقد حرص الاسلام على حياة الانسان ولم يجعل النفس ملكا حتى للانسان ذاته , وانما هي ملك لله استودعه الله اياها , فلا يجوز له الانتحار , كما لايجوز له التفريط فيها بواسطة الغير ولو كان طبيبا يهدف الى اراحة المريض من آلامه.
أ- اليوثانية في باقي الديانات السماوية ( المسيحية واليهودية )
الديانتنا – اليهودية والمسيحية – تحرمان القتل بحسب الوصية السادسة من الوصايا العشر للانجيل التي تقول بالحرف ”لاتقتل” وفي ذلك نهي عن جميع أنواع القتل كيفما كانت صوره , وأنواعه ولاتختلف الديانة اليهودية مع الديانة المسيحية في هذا النهي ذلك أن التحريم م يأتي في كتب التلمود المحرفة بل أتى في القرآن الكريم بذاته لقوله تعالى :
( من أجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض كأنما قتل الناس جميعا ) المائدة[32) .
رأي الديانات السماوية الثلاث كان واضحا في مسألة القتل الرحيم وهو التحريم المطلق باعتباره من اكبر المعصيات .
أ- اليوثانية في الاسلان
رأي الاسلام يتجلى واضحا في الكثير من الآيات القرآنية التي تدل على ان الموت هو من حق الله وحده واهب الحياة, فجاء تحريم القتل الرحمة الفعال المباشر والغير المباشر وتحريم الانتحار والمساعدة عليه , ذلك ان ان قتل المريض الميئوس من شفائه ليس قرارا متاحا من الناحية الشرعية للطبيب أو لأسرة المريض أو المريض نفسه.
فالمريض أيا كن مرضه وكيف كانت حالة مرضه لايجوز قتله لليأس من شفائه أو لمنع انتقال مرضه الى غيره , ومن يقوم بذلك يكون قاتلا عمدا , والنص القرآني قاطع في الدلالة على ان قتل النفس محرم قطعا لقوله لتعالى : << ولاتقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق >> الانعام : 151 وقوله تعالى : << ولاتقتلوا أنفسكم ان الله كان بكم رحيما >>.
وقد حرص الاسلام على حياة الانسان ولم يجعل النفس ملكا حتى للانسان ذاته , وانما هي ملك لله استودعه الله اياها , فلا يجوز له الانتحار , كما لايجوز له التفريط فيها بواسطة الغير ولو كان طبيبا يهدف الى اراحة المريض من آلامه.
أ- اليوثانية في باقي الديانات السماوية ( المسيحية واليهودية )
الديانتنا – اليهودية والمسيحية – تحرمان القتل بحسب الوصية السادسة من الوصايا العشر للانجيل التي تقول بالحرف ”لاتقتل” وفي ذلك نهي عن جميع أنواع القتل كيفما كانت صوره , وأنواعه ولاتختلف الديانة اليهودية مع الديانة المسيحية في هذا النهي ذلك أن التحريم م يأتي في كتب التلمود المحرفة بل أتى في القرآن الكريم بذاته لقوله تعالى :
( من أجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض كأنما قتل الناس جميعا ) المائدة[32) .
المبحث الثاني :اليوثانية بين آراء الفقهاء والفتاوى
معظم الآراء الفقهية جاءت ضد فكرة القتل الرحيم حيث اجمعت كلها على أن اليوثانية حرام في الدين الاسلامي قطعيا الا ان هذه الآراء اختلفت في فيما يخص القتل السلبي الذي وكما سبق الذكر فهذا الأخير يكون في حالة الموت الاكلينيكي السريري أي في حالة الموت الدماغي .
– ورد في كتاب ( بيان النفس ) للشيخ جاد الحق علي جاد الحق أحد شيوخ الأزهر , يقول فيه émoticône frown أما بالنسبة للموت الاكلينيكي فانه يمنع تعذيب المريض المحتضر باستعمال أيه أدوات متى يتبين للطبيب أن هذا كله لا جدوى منه , وعلى هذا فلا اثم اذا أوقفت الاجهزة التي تساعد على التنفس وعلى النبض متى تبين للمختص القائم بالعلاج ان حالة المحتضر ذاهبة به الى الموت). ولقد استند شيخ الأزهر السابق جاد الحق في ذلك الى مقررات مجمع الفقه الاسلامي الثالث التابع لمنظمة المؤتمر الاسلامي المنعقد في عمان بالاردن عام 1987 حول اجهزة الانعاش والموت الاكلينيكي , وهذا ماأقره ايضا مؤتمر جنيف الدولي المنعقد عام 1979 اذ عرف المؤتمر الموت بتوقف جذع المخ عن العمل بغض النظر عن نبض القلب بالاجهزة الصناعية ورفع تلك الاجهزة الصناعية عن المريض .
-الامام الاكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الازهر في الجلسة التي عقدت خلال المؤتمر الدولي السنوي الثالث والعشرين لكلية طب عين شمس تحت عنوان ” الطب المتكامل ” , والذي عقد في الفترة من 21-24 فبراير 2000.
أكد أن حياة الانسان أمانة يجب ان يحافظ عليها , وأن يحافظ على بدنه ولايلقي بنفسه الى التهلكة لقوله تعالى : ( ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة ). وحرم الاسلام قتل النفس لقوله تعالى : ” ولاتقتلوا أنفسكم ان الله كان بكم رحيما” .
ونهى رسول الله عليه الصلاة والسلام عن أن يقتل الانسان نفسه نهيا شديدا , وتوعد من يفعلون ذلك بسوء المصير في الدنيا والآخرة, فقد اكدت شريعة الاسلام على التداوي من أجل أن يحيا الانسان حياة طيبة , كما أمرت الشريعة الاسلامية الأطباء بأن يهتموا بالمريض , وأن يبذلوا نهاية جهدهم للعناية به , وعلى الطبيب والمريض أن يتركا النتيجة على الله سبحانه وتعالى, وعلى الطبيب ألا يستجيب لطلب المريض في انهاء حياته , واذا استجاب يكون خائنا للأمانة سواء بطلب المريض أو بغير طلبه , والعقاب للطبيب في هذه الحالة يكون حسبما يراه القاضي لكل حالة على حدة .
– الدورة العادية الحادية عشرة للمجلس الاروبي للافتاء والبحوث في سنة 2003م بالسويد برئاسة الامام العلامة الدكتور يوسف القرضاوي وخرجت في ما يخص مسالة اليوثانية او القتل الرحيم بالاحكام التالية:
1, تحريم قتل الرحمة الفعال المباشر و غير المباشر وتحريم الانتحار والمساعدة عليه, ذلك ان قتل المريض الميئوس من شفائه ليس قرارا متاحا من الناحية الشرعية للطبيب او لاسرة المريض او المريض نفسه.
2, يحرم على المريض ان يقتل نفسه ويحرم على على غيره ان يقتله حتى لو اذن له في قتله, فالاول انتحار والثاني عدوان على الغير بالقتل, و اذنه لا يحل الحرام, فهو لا يملك روحه حتى ياذن لغيره ان يقضي عليها.
3, لا يجوز قتل المريض الذي يخشى انتقال مرضه الى غيره بالعدوى, حتى لو كان ميئوسا من شفائه (كمريض الادز مثلا), فلا يجوز قتله لمنع ضرره, ذلك لان هناك وسائل عديدة لمنع ضرره, ذلك لان هناك وسائل عديدة لمنع ضرره كالحجر الصحي ومنع الاختلاط بالمريض, بل يجب المحافظة عليه كادمي يقدم له كل ما يتطلب من الغذاء والدواء حتى يقضي الله امرا كان مفعولا.
4, وبالنسبة لتيسير الموت بايقاف اجهزة الانعاش الاصطناعي عن ال مريض الذي يعتبر في نظر الطب ”ميتا” او في ”حكم الميت” و ذلك لتلف جذع الدماغ او المخ, الذي به يحيى الانسان ويحس ويشعر, واذا كان عمل الطبيب مجرد ايقاف اجهزة العلاج فلا يخرج عن كونه تركا للتداوي, فهو امر مشروع ولا حرج فيه, وبخاصة ان هذه الاجهزة تبقي عليه هذه الحياة الظاهرية –المتمثلة في اتنفس والدورة الدموية- وان كان المريض ميتا بالفعل,فهو لا يعي ولا يحس ولا يشعر, نظرا لتلف مصدر ذلك كله وهو المخ.
وبقاء المريض على هذه الحالة يتكلف نفقات كثيرة دون طائل, ويحجز اجهزة قد يحتاج اليها غيره مما يجدي معه العلاج . والله اعلم.
معظم الآراء الفقهية جاءت ضد فكرة القتل الرحيم حيث اجمعت كلها على أن اليوثانية حرام في الدين الاسلامي قطعيا الا ان هذه الآراء اختلفت في فيما يخص القتل السلبي الذي وكما سبق الذكر فهذا الأخير يكون في حالة الموت الاكلينيكي السريري أي في حالة الموت الدماغي .
– ورد في كتاب ( بيان النفس ) للشيخ جاد الحق علي جاد الحق أحد شيوخ الأزهر , يقول فيه émoticône frown أما بالنسبة للموت الاكلينيكي فانه يمنع تعذيب المريض المحتضر باستعمال أيه أدوات متى يتبين للطبيب أن هذا كله لا جدوى منه , وعلى هذا فلا اثم اذا أوقفت الاجهزة التي تساعد على التنفس وعلى النبض متى تبين للمختص القائم بالعلاج ان حالة المحتضر ذاهبة به الى الموت). ولقد استند شيخ الأزهر السابق جاد الحق في ذلك الى مقررات مجمع الفقه الاسلامي الثالث التابع لمنظمة المؤتمر الاسلامي المنعقد في عمان بالاردن عام 1987 حول اجهزة الانعاش والموت الاكلينيكي , وهذا ماأقره ايضا مؤتمر جنيف الدولي المنعقد عام 1979 اذ عرف المؤتمر الموت بتوقف جذع المخ عن العمل بغض النظر عن نبض القلب بالاجهزة الصناعية ورفع تلك الاجهزة الصناعية عن المريض .
-الامام الاكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الازهر في الجلسة التي عقدت خلال المؤتمر الدولي السنوي الثالث والعشرين لكلية طب عين شمس تحت عنوان ” الطب المتكامل ” , والذي عقد في الفترة من 21-24 فبراير 2000.
أكد أن حياة الانسان أمانة يجب ان يحافظ عليها , وأن يحافظ على بدنه ولايلقي بنفسه الى التهلكة لقوله تعالى : ( ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة ). وحرم الاسلام قتل النفس لقوله تعالى : ” ولاتقتلوا أنفسكم ان الله كان بكم رحيما” .
ونهى رسول الله عليه الصلاة والسلام عن أن يقتل الانسان نفسه نهيا شديدا , وتوعد من يفعلون ذلك بسوء المصير في الدنيا والآخرة, فقد اكدت شريعة الاسلام على التداوي من أجل أن يحيا الانسان حياة طيبة , كما أمرت الشريعة الاسلامية الأطباء بأن يهتموا بالمريض , وأن يبذلوا نهاية جهدهم للعناية به , وعلى الطبيب والمريض أن يتركا النتيجة على الله سبحانه وتعالى, وعلى الطبيب ألا يستجيب لطلب المريض في انهاء حياته , واذا استجاب يكون خائنا للأمانة سواء بطلب المريض أو بغير طلبه , والعقاب للطبيب في هذه الحالة يكون حسبما يراه القاضي لكل حالة على حدة .
– الدورة العادية الحادية عشرة للمجلس الاروبي للافتاء والبحوث في سنة 2003م بالسويد برئاسة الامام العلامة الدكتور يوسف القرضاوي وخرجت في ما يخص مسالة اليوثانية او القتل الرحيم بالاحكام التالية:
1, تحريم قتل الرحمة الفعال المباشر و غير المباشر وتحريم الانتحار والمساعدة عليه, ذلك ان قتل المريض الميئوس من شفائه ليس قرارا متاحا من الناحية الشرعية للطبيب او لاسرة المريض او المريض نفسه.
2, يحرم على المريض ان يقتل نفسه ويحرم على على غيره ان يقتله حتى لو اذن له في قتله, فالاول انتحار والثاني عدوان على الغير بالقتل, و اذنه لا يحل الحرام, فهو لا يملك روحه حتى ياذن لغيره ان يقضي عليها.
3, لا يجوز قتل المريض الذي يخشى انتقال مرضه الى غيره بالعدوى, حتى لو كان ميئوسا من شفائه (كمريض الادز مثلا), فلا يجوز قتله لمنع ضرره, ذلك لان هناك وسائل عديدة لمنع ضرره, ذلك لان هناك وسائل عديدة لمنع ضرره كالحجر الصحي ومنع الاختلاط بالمريض, بل يجب المحافظة عليه كادمي يقدم له كل ما يتطلب من الغذاء والدواء حتى يقضي الله امرا كان مفعولا.
4, وبالنسبة لتيسير الموت بايقاف اجهزة الانعاش الاصطناعي عن ال مريض الذي يعتبر في نظر الطب ”ميتا” او في ”حكم الميت” و ذلك لتلف جذع الدماغ او المخ, الذي به يحيى الانسان ويحس ويشعر, واذا كان عمل الطبيب مجرد ايقاف اجهزة العلاج فلا يخرج عن كونه تركا للتداوي, فهو امر مشروع ولا حرج فيه, وبخاصة ان هذه الاجهزة تبقي عليه هذه الحياة الظاهرية –المتمثلة في اتنفس والدورة الدموية- وان كان المريض ميتا بالفعل,فهو لا يعي ولا يحس ولا يشعر, نظرا لتلف مصدر ذلك كله وهو المخ.
وبقاء المريض على هذه الحالة يتكلف نفقات كثيرة دون طائل, ويحجز اجهزة قد يحتاج اليها غيره مما يجدي معه العلاج . والله اعلم.
المطلب الثالث : اليوثانية من وجهة النظر القانونية
المبحث الاول : التشريعات الغربية
معظم التشريعات والقوانين تعتبر اليوثانية مساعدة على الانتحار وبالتالي فهي جريمة معاقب عليها بعقوبات سجنية مختلفة , غير أن هناك بعض من الدول الاروبية منها بالخصوص أصدرت قوانين تسمح باليوثانية ولاتعاقب مرتكبيها وبعض هذه الدول تفكر في استصدار قوانين مشابهة .
المبحث الاول : التشريعات الغربية
معظم التشريعات والقوانين تعتبر اليوثانية مساعدة على الانتحار وبالتالي فهي جريمة معاقب عليها بعقوبات سجنية مختلفة , غير أن هناك بعض من الدول الاروبية منها بالخصوص أصدرت قوانين تسمح باليوثانية ولاتعاقب مرتكبيها وبعض هذه الدول تفكر في استصدار قوانين مشابهة .
.1 التشريعات الغربية التي تسمح باليوثانية
من بين الدول التي أصدرت قوانين تسمح باليوثانية نجد في الطليعة هولندا و بلجيكا وسويسرا و ولاية اوريجون بالولايات المتحدة .
أ- قانون القتل الرحيم الهولندي
بدأ منذ سنة 2002 في هولندا رسميا سريان قانون مايسمى بالقتل الرحيم لتصبح بذلك أول دولة في العالم تسمح بهذا الاسلوب لانهاء حياة من يود من المرضى المصابين بأمراض خطيرة وميئوس من شفائهم . وافق البرلمان الهولندي بأغلبية 104 أصوات مقابل 40 صوتا رافض على اصدار قانون يبيح ممارسة هذا الأسلوب لكل الأعمار وقلدتها بلجيكا لكن باعتبار شرط السن القانونية , هذا الاسلوب الذي تسامحت معه هولندا كغيرها من الدول الاروبية لعقدين من الزمن , والمرضة ممن ينطبق عليهم هذا القانون لابد وأن يتبث أنهم سيواجهون مستقبلا من المعاناة الشديدة التي لاتنتهي فمجرد شعورهم بالتبرم من الحياة ليس سببا كافيا فينبغي عليهم التقدم بطلب لانهاء حياتهم بعد تدبر عميق وبمحض ارادتهم كما لابد ان تتكون لدى الطبيب والمريض قناعة بأنه ليس هناك بديل آخر ولابد من استشارة طبيب ثان وأن يتم انهاء حياة المريض بشكل سليم من الناحية الطبية . ويعتقد بعض الاطباء الهولنديين ان مجرد السماح بالقتل بدافع الرحمة يعد في حد ذاته عاملا يبعث على الارتياح في أغلب الاحيان. عدد كبير من هؤلاء الاطباء يعترفون علنا بأنهم اعطوا حقنة مميتة لبعض المرضى المزمنين وكذبوا في شهادة الوفاة قبل صدور القانون .
وأثار هذا القانون الغير مسبوق اصداء تجاوزت حدود هولندا حتى بلدان بعيدة مثل استراليا . فقد تحركت بلجيكا بالفعل في نفس الاتجاه , واقترع اعضاء مجلس الشيوخ هناك في اكتوبر 2002 لصالح مشروع قانون يحدد الشروط التي يمكن للاطباء بموجبها مساعدة الميئوس من شفائهم على انهاء حياتهم.
ب- قانون ولاية اوريجون الامريكية
انه اهم قانون صدر ولاقى استحسانا باغلبية الناخبين الامريكيين هو قانون /اوريجون/ حيث عرف هذا القانون بما يسمى” قانون الموت بطريقة مشرفة او كريمة ” بموجبه يسمح للمرضى مرض الموت أن يحصلوا على وصفة طبية لانهاء حياتهم . الا ان هذا القانون وضع ضوابط محددة ودقيقة لتنفيذه حيث اشترط ان يتم ذلك ضمن اجراءات طبية آمنة وان يعرب المريض خطيا عن رغبته هذه بحضور شاهدين وأن يتم اخطار اهل المريض برغتبه هذه وأن تفصل فترة الانتظار مدة 15 يوما بين تعبيره عن رغبته هذه وأخذه للوصفة الطبية .
وكما معروف بأن الدكتور كيفوركين في الولايات المتحدة الامريكية قد قتل أكثر من 130 شخص بما يسمى الانتحار بمساعدة الطبيب . أما الان فهو في السجن , لان اليوثانية في باقي الولايات المتحدة الامريكية مازالت جريمة يعاقب عليها القانون .
.2 التشريعات الغربية التي تجرم اليوثانية
تشريعات قانونية تحظر هذا النوع من القتل , ففي بريطانيا يسجن كل من يساعد شخصا على قتل نفسه 14 عاما وكذلك فان عقوبة الحبس تلاحق كل من ساعد فردا على الانتحار في بريطانيا والنرويج والولايات المتحدة الامريكية باستثناء ولاية الاوريجون وكذلك الحال في باقي انحاء العالم .
من بين الدول التي أصدرت قوانين تسمح باليوثانية نجد في الطليعة هولندا و بلجيكا وسويسرا و ولاية اوريجون بالولايات المتحدة .
أ- قانون القتل الرحيم الهولندي
بدأ منذ سنة 2002 في هولندا رسميا سريان قانون مايسمى بالقتل الرحيم لتصبح بذلك أول دولة في العالم تسمح بهذا الاسلوب لانهاء حياة من يود من المرضى المصابين بأمراض خطيرة وميئوس من شفائهم . وافق البرلمان الهولندي بأغلبية 104 أصوات مقابل 40 صوتا رافض على اصدار قانون يبيح ممارسة هذا الأسلوب لكل الأعمار وقلدتها بلجيكا لكن باعتبار شرط السن القانونية , هذا الاسلوب الذي تسامحت معه هولندا كغيرها من الدول الاروبية لعقدين من الزمن , والمرضة ممن ينطبق عليهم هذا القانون لابد وأن يتبث أنهم سيواجهون مستقبلا من المعاناة الشديدة التي لاتنتهي فمجرد شعورهم بالتبرم من الحياة ليس سببا كافيا فينبغي عليهم التقدم بطلب لانهاء حياتهم بعد تدبر عميق وبمحض ارادتهم كما لابد ان تتكون لدى الطبيب والمريض قناعة بأنه ليس هناك بديل آخر ولابد من استشارة طبيب ثان وأن يتم انهاء حياة المريض بشكل سليم من الناحية الطبية . ويعتقد بعض الاطباء الهولنديين ان مجرد السماح بالقتل بدافع الرحمة يعد في حد ذاته عاملا يبعث على الارتياح في أغلب الاحيان. عدد كبير من هؤلاء الاطباء يعترفون علنا بأنهم اعطوا حقنة مميتة لبعض المرضى المزمنين وكذبوا في شهادة الوفاة قبل صدور القانون .
وأثار هذا القانون الغير مسبوق اصداء تجاوزت حدود هولندا حتى بلدان بعيدة مثل استراليا . فقد تحركت بلجيكا بالفعل في نفس الاتجاه , واقترع اعضاء مجلس الشيوخ هناك في اكتوبر 2002 لصالح مشروع قانون يحدد الشروط التي يمكن للاطباء بموجبها مساعدة الميئوس من شفائهم على انهاء حياتهم.
ب- قانون ولاية اوريجون الامريكية
انه اهم قانون صدر ولاقى استحسانا باغلبية الناخبين الامريكيين هو قانون /اوريجون/ حيث عرف هذا القانون بما يسمى” قانون الموت بطريقة مشرفة او كريمة ” بموجبه يسمح للمرضى مرض الموت أن يحصلوا على وصفة طبية لانهاء حياتهم . الا ان هذا القانون وضع ضوابط محددة ودقيقة لتنفيذه حيث اشترط ان يتم ذلك ضمن اجراءات طبية آمنة وان يعرب المريض خطيا عن رغبته هذه بحضور شاهدين وأن يتم اخطار اهل المريض برغتبه هذه وأن تفصل فترة الانتظار مدة 15 يوما بين تعبيره عن رغبته هذه وأخذه للوصفة الطبية .
وكما معروف بأن الدكتور كيفوركين في الولايات المتحدة الامريكية قد قتل أكثر من 130 شخص بما يسمى الانتحار بمساعدة الطبيب . أما الان فهو في السجن , لان اليوثانية في باقي الولايات المتحدة الامريكية مازالت جريمة يعاقب عليها القانون .
.2 التشريعات الغربية التي تجرم اليوثانية
تشريعات قانونية تحظر هذا النوع من القتل , ففي بريطانيا يسجن كل من يساعد شخصا على قتل نفسه 14 عاما وكذلك فان عقوبة الحبس تلاحق كل من ساعد فردا على الانتحار في بريطانيا والنرويج والولايات المتحدة الامريكية باستثناء ولاية الاوريجون وكذلك الحال في باقي انحاء العالم .
المبحث الثاني :التشريعات العربية
في المنطقة العربية والاسلامية فالامر مرفوض تماما من الناحية الشرعية والقانونية لكن الملاحظ ان هذه القوانين لم تتطرق الى الحالات المختلفة كحالة الموت الاكلينيكي وان اقدام الطبيب بهذه الحالة على نزع جميع الآلات والادوات وايقاف الادوية عن المريض يعتبر عملا مشروعا وهذا ماتم التعبير عنه بالموت الرحيم السلبي بل أجملت كل صور القتل الرحيم في اطار واحد هو المساعدة على الانتحار ويتابع مرتكب الجريمة المساعدة على الانتحار بالسجن النافذ وسنأخد كمثال القانون السوري كنموذج عن التشريعات العربية وسنبين ماجاء به القانون المغربي في المسألة .
1- التشريع السوري
قانون العقوبات السوري صنف هذه الاعمال في باب القتل القصد , ويعاقب مرتكبه بالاشغال الشاقة من 15 الى 20 سنة . أن المادة /538/ من قانون العقوبات هي التي تنطبق على حالة الموت الرحيم , فهي تنص على مايلي: (( يعاقب بالاعتقال عشر سنوات على الاكثر من قتل انسانا قصدا بعامل الاشفاق بناء على الحاحه بالطلب )) . وتبقى اذن صفة جرم القتل الذي يعاقب عليه القانون مهما يكن نوعه .
2-التشريع المغربي
في القانون الجنائي المغربي الجديد لانجد المشرع يتطرق الى الموت الرحيم او اليوثانية بل يعاقب شأنه في ذلك شن باقي التشريعات التي تفرض عقوبات حبسية على مرتكب جريمة المساعدة على الانتحار فنجد ذلك في الباب السابع الذي يضم العقوبات المتعلقة بالجنايات والجنح ضد الاشخاص حيث يقول الفصل 407 (( من ساعد عن علم شخصا في الاعمال المحضرة او المسهلة لانتحاره أو زوده بالسلاح او السم أو الادوات اللازمة للانتحار مع علمه بأنها ستستعمل لهذا الغرض يعاقب في حالة وقوع الانتحار بالحبس من سنة الى خمس )) .
في المنطقة العربية والاسلامية فالامر مرفوض تماما من الناحية الشرعية والقانونية لكن الملاحظ ان هذه القوانين لم تتطرق الى الحالات المختلفة كحالة الموت الاكلينيكي وان اقدام الطبيب بهذه الحالة على نزع جميع الآلات والادوات وايقاف الادوية عن المريض يعتبر عملا مشروعا وهذا ماتم التعبير عنه بالموت الرحيم السلبي بل أجملت كل صور القتل الرحيم في اطار واحد هو المساعدة على الانتحار ويتابع مرتكب الجريمة المساعدة على الانتحار بالسجن النافذ وسنأخد كمثال القانون السوري كنموذج عن التشريعات العربية وسنبين ماجاء به القانون المغربي في المسألة .
1- التشريع السوري
قانون العقوبات السوري صنف هذه الاعمال في باب القتل القصد , ويعاقب مرتكبه بالاشغال الشاقة من 15 الى 20 سنة . أن المادة /538/ من قانون العقوبات هي التي تنطبق على حالة الموت الرحيم , فهي تنص على مايلي: (( يعاقب بالاعتقال عشر سنوات على الاكثر من قتل انسانا قصدا بعامل الاشفاق بناء على الحاحه بالطلب )) . وتبقى اذن صفة جرم القتل الذي يعاقب عليه القانون مهما يكن نوعه .
2-التشريع المغربي
في القانون الجنائي المغربي الجديد لانجد المشرع يتطرق الى الموت الرحيم او اليوثانية بل يعاقب شأنه في ذلك شن باقي التشريعات التي تفرض عقوبات حبسية على مرتكب جريمة المساعدة على الانتحار فنجد ذلك في الباب السابع الذي يضم العقوبات المتعلقة بالجنايات والجنح ضد الاشخاص حيث يقول الفصل 407 (( من ساعد عن علم شخصا في الاعمال المحضرة او المسهلة لانتحاره أو زوده بالسلاح او السم أو الادوات اللازمة للانتحار مع علمه بأنها ستستعمل لهذا الغرض يعاقب في حالة وقوع الانتحار بالحبس من سنة الى خمس )) .
خاتمة
أن الموت الرحيم يمارس بشكل خفي في كثير من المجتمعات بالرغم من حضره دينيا وقانونيا , والذين يقومون به يبررون فعلهم بدوافع انسانية محضة لتخليص المريض من وضع ميئوس من شفائه وعلى سبيل المثار فقد اعترف احد الاطباء الفرنسيين بأنه مارس الموت الرحيم على العديد من مرضاه , كما أن ممرضا أمريكيا اطلق على نفسه اسم ملاك الموت حيث كان ينهي حياة بعض المرضى الميئوس من شفائهم حتى أنه – في احدى المرات – خنق مريضا ظل يتنفس بعد ان نزع عنه جهاز التنفس الاصطناعي . وهناك عدة دول تبحث الان امكانية الاقتضاء بهولندا مثل استراليا ونيوزيلندا وفرنسا وسواها لاصدار قانون ممثال للموت الرحيم .
أن الموت الرحيم يمارس بشكل خفي في كثير من المجتمعات بالرغم من حضره دينيا وقانونيا , والذين يقومون به يبررون فعلهم بدوافع انسانية محضة لتخليص المريض من وضع ميئوس من شفائه وعلى سبيل المثار فقد اعترف احد الاطباء الفرنسيين بأنه مارس الموت الرحيم على العديد من مرضاه , كما أن ممرضا أمريكيا اطلق على نفسه اسم ملاك الموت حيث كان ينهي حياة بعض المرضى الميئوس من شفائهم حتى أنه – في احدى المرات – خنق مريضا ظل يتنفس بعد ان نزع عنه جهاز التنفس الاصطناعي . وهناك عدة دول تبحث الان امكانية الاقتضاء بهولندا مثل استراليا ونيوزيلندا وفرنسا وسواها لاصدار قانون ممثال للموت الرحيم .
( القتل الرحيم ) القتل بدافع الشفقة : موقف القانون والفقه والدين
Reviewed by Unknown
on
3:23:00 م
Rating:
ليست هناك تعليقات: